fbpx

أن تكون سمكة

من البرك المزدحمة التي تعلو منها الروائح الكريهة حتى الجمود البطيء المؤدي إلى الموت: إن السمك قادر على الشعور بالألم، ولا تفوت صناعة الأسماك فرصة لإشعاره بالألم في كل لحظة من لحظات عمره

يجهل الكثيرون كون السمكة حيوانا رقيقا ذكيا له أحاسيس مرهفة ومن أهمها حواس البصر والطعم والشم،
هل كنت تعلم?
للسمك حواس مرهفة تماما مثل حواس الكلاب والقطط والعصافير. وقد أظهرت الدراسات العلمية أن السمكة تشعر بالجوع والعطش والخوف والألم، ويمكنها الإحساس بالمتعة، لو كان ثمة ما يشعرها بها.
كما يتمتع بالقدرات العقلية المتطورة، حيث له ذاكرة طويلة المدى، بل إن بعضه قادر على استعمال الآلات. وفي الطبيعة تحيا السمكة في عرض البحر ضمن أسراب ذات بنية اجتماعية معقدة، أما تربية الأسماك صناعيا فمرتبطة بحبسها في ظروف قاسية داخل برك أسماك صناعية أو داخل أقفاص بحرية.


ماذا تأكل السمكة؟ روث الدجاج

تخرج السمكة من البيضة في مفرخة السمك ضمن البركة الصناعية، ولنأخذ مثلا سمكة البلطي أو الشبوط، يتم حبسها مدى الحياة في زحام أشد ب 17,500 مرة مما تعيش فيه في البحيرات الطبيعية، حيث تعيش ما بين 60-70 سمكة في المتر المكعب الواحد. ولصعوبة تزويد مثل هذه البرك الكبيرة المزدحمة بالأكسجين، تجد السمكة نفسها على وشك الخناق دائما، وهو سبب ما نراه أحيانا كثيرة في البرك الصناعية من ازدحام أعداد ضخمة من السمك عند سطح الماء في محاولة يائسة للحصول على الأكسجين.

هل كنت تعلم?
يظهر السمك قدرات عالية جدا على التعلم، بالإضافة إلى الذكاء والذاكرة التي تمكنه من حفظ ما حدث وتبادل المعلومات، ما يمكّنه مثلا من تفادي شباك الصيد حين يرى غيره من السمك يقع فيها.

وللتوفير في النفقات، فإن جانبا كبيرا من غذاء السمك هو بالفعل نفايات رخيصة، من روث الدجاج والبقر (والذي يحتوي على بقايا الأدوية)، والزيت المستنفد في المطاعم والنفايات الدهنية للمصانع. أما المياه التي تسبح فيها السمكة في المجال الضيق الذي يبقى متاحا لتحركها فيه فملوثة بالمواد الكيماوية مثل المضادات الحيوية وغيرها من الأدوية ومبيدات الحشرات والكلور والأمونيا. وتسبب هذه المواد المعاناة للسمك جراء الحرق في العينين، وأحيانا يصاب بالعمى والالتهابات الجلدية والجروح المفتوحة والطفيليات.

ويتم تسريع تكاثر السمك بالوسائل الصناعية، كما يتم تجويعه خلال فترة ما بين أسبوع وأسبوعين قبل وضع البيض لكي لا يلوث روث السمك المنى والبويضات. أما إناث السمك فيتم حبسها في حجرات شديدة الصغر، حيث تدور الأنثى المذعورة حول نفسها بسرعة داخل الحجرة الضيقة لساعات وساعات. وقبل الوضع يتم إخراجها من الماء وحقنها بالهرمونات واستخلاص البيض من جسمها. أما الذكور فيتم استخلاص المنى منها بطريقة مماثلة، لتبقى الذكور والإناث مذعورة بهذه العملية القاسية وأحيانا تكون قد أصيبت ببعض الجروح.

طريق الموت

هل كنت تعلم?
يأكل الإنسان نحو 2000 سمكة خلال عمره، ولكنه في الحقيقة مسؤول عن قتل 4000 حيوان بحري، فعن كل سمكة يتم تسويقها يموت حيوان بحري آخر، قد يكون سمكة أو درفيلا أو سلحفاة بحرية.
وقبل أن يحين موعد قتل السمكة يجري تسمينها لرفع وزنها، حيث تصيبها عملية التسمين بأمراض خطيرة تؤدي إلى موت ما يزيد عن 30% منها. وإن تمكنت السمكة من البقاء بعد عملية التسمين، فليس مؤكدا أن يكتب لها البقاء وهي في طريقها إلى منافذ التسويق، حيث يتم نقلها إلى حوض مياه مزدحم، ليلتصق جسمها بشدة بأجسام غيرها من السمك. ويتم إرسال بعض الأحواض إلى الاسواق والبعض الآخر ينقل إلى برك تخزين مبردة يعاني فيها السمك من الجوع وشدة الازدحام، أما غيره من السمك فمصيره العذاب وهو مرمي على الجليد لبضعة أيام بهدف تطرية لحمه.

كيف يتم قتل السمكة؟ إذا لم تكن السمكة قد اختنقت في الحوض المزدحم، فقد تكون ماتت متجمدة أو بالخبطات الشديدة على رأسها أو بالنزف البطيء جراء قطع خياشيمها. وما مصير السمك القليل نسبيا الذي تم اصطياده في الطبيعة؟ ستنتهي حياته التي كانت أكثر سعادة من حياة سمك البرك بشكل عنيف ومعذب، فإذا تم اصطياده بالصنارة، يكون الخطاف الحاد انغرز في بلعومها، ما يسبب لها آلاما شديدة لكثرة أعضاء الاستشعار في البلعوم، أو ابتلعته السمكة ليجرح أمعاءها. ولا يفيد انتفاض السمكة وهي تحاول الخلاص إلا في زيادة الجرح خطورة. وإذا تم اصطيادها بالشبكة، فمن المحتمل أن تكون حراشفها الرقيقة قد جرحت بحبال الشبكة، والتي سيتم إخراجها من الماء لتموت السمكة ومعها العديد من الحيوانات البحرية الأخرى، لتحتضر ببطء وتختنق على اليابسة أو تموت متجمدة بأكوام الثلج التي سيتم إلقاؤها عليها.